سنتحدث عن التاريخ الاقتصادي للدول ولماذا توجد دول فقيرة وأخرى غنية واحد من بين الأسئلة التي طالما ترددت بشكل كبير خاصة في ظل تعرض الدول على مستوى العالم للكثير من المشاكل التي أثرت على اقتصادها،
ولعل السبب الرئيسي في وجود دول غنية وأخرى فقيرة هو قيام بعض الدول باستغلال الموارد الطبيعية والصناعية التي توجد بها بشكل جيد، والدول الأخرى الفقيرة لم تتمكن من القيام بالأمر مما أدى إلى عدم وجود مصدر دخل بها، ومن ثم التعرف إلى الفقر، ومن خلال المقال نتعرف على التاريخ الاقتصادي للدول والثورة الصناعية وتأثيرها على العالم.
التاريخ الاقتصادي للدول
- للتعرف على التاريخ الاقتصادي للدول علينا الرجوع إلى عام 1500 م، وهي الفترة التي ظهرت بها الاختلافات بين الدول فلم يكن هناك فجوة كبيرة بين الفقراء والأغنياء، ولم يعاني العالم أكمل من الفجوة الكبيرة التي يعاني منها الكثير من الدول على مستوى العالم.
- ولكن الفجوة قد بدأت في الظهور خلال الفترة ما بين 1500 م و 1800 م، وهي الفترة التي بدأ بها رحلات كريستوفر كولومبس وفاسكو ديجاما، والتي قد كان لها الفضل الأول في حدوث تكامل اقتصادي عالمي والتي قد انتهت بحدوث الثورة الصناعية.
- وقد شهدت تلك الفترة إقامة المستعمرات في أمريكا الجنوبية والشمالية، وتم من خلالها بتصدير الفضة والتبغ والعمل على شحن العبيد من الأفارقة إليهم من أجل إنتاج تلك السلع، وبناء على تلك المستعمرات تمكنت الدول الأوروبية من زيادة تجارتها، بالإضافة إلى شن الحروب حتى تتمكن من منع الدول الأخرى من التجارة مع مستعمراتها.
- وبناء على ذلك الإجراء شهدت الصناعة الأوروبية أنتشار واسع وكبير خلال تلك الفترة، والتنمية الاقتصادية لم تكن هي الهدف الأساسي خلال القرن التاسع عشر، ومع بداية القرن 19 جاءت مرحلة جديدة وهي مرحلة المواكبة، ففي تلك المرحلة تمكنت بريطانيا من الريادة في مجال الصناعة، وقد قامت الدول الأوروبية وأمريكا بوضع التنمية الاقتصادية هدف أول لها من أجل مواكبة ما تمكنت بريطانيا من الوصول إليه.
السياسات المتبعة لدي الدول
- العمل على إنشاء سوق وطنية موحد من خلال إلغاء التعريفات الداخلية والعمل على إنشاء بنية تحتية.
- العمل على وضع التعريفات الخارجية من أجل حماية الصناعة ضد المنافسين.
- تأسيس المزيد من البنوك من أجل ثبات سعر العملة والعمل على تمويل المشاريع الصناعية.
- توفير التعليم عملاء على الارتقاء بكافة المهارات التي تخص القوى العاملة.
وقد تمكنت أوروبا وأمريكا من خلال تلك السياسات من تحقيق المزيد من النجاحات، وقد انضمت إليهم بريطانيا وتم تشكيل نادي الدول الغنية، وقد نجد أن المنافسة البريطانية قد تسببت بشكل كبير في حدوث إعاقة بعملية التنمية الصناعية داخل الكثير من الدول الآسيوية، وخلال عام 1807 ومع نهاية تجارة بريطانيا في العبيد قامت أفريقيا بتصدير الكاكاو وزيت النخيل وبعض المعادن.
وبناء على ذلك الأمر قد نجد أن الفجوات قد اتسعت بشكل كبير بين الدول وبعضها البعض، فقد تمكنت الكثير من الدول من تحقيق ثراء كبير، بينما ظلت دول الشرق الأوسط وبعض الدول الأفريقية الأكثر فقرا.
اقرأ ايضا:
الثورة الصناعية وتأثيرها على العالم
- تعتبر الثورة الصناعية من بين الأشياء الهامة التي أثرت على التاريخ الاقتصادي للدول والتي حدثت في الفترة ما بين 1760 و 1850، وقد مثلت تلك الثورة نقطة تحول كبيرة في تاريخ الدول على مستوى العالم فمنذ بدايتها تحقق معدل النمو الاقتصادي، الأمر الذي أدي إلى زيادة الدخل بشكل مستمر وصولا إلى حالة الازدهار الذي يشهده العالم خلال الفترة الحالية.
- يعتبر التغيير التكنولوجي بمثابة المحرك الأساسي في تلك الثورة، فقد تم الوصول إلى الكثير من الابتكارات والتي من بينها المحرك البخاري، والكثير من الأجهزة التي تخص صهر الحديد من خلال استخدام الفحم بدلا من الخشب، كما ظهرت مجموعة من الأجهزة الحديثة والتي تحتاج إلى الكثير من الأيدي العاملة.
- وخلال الفترة ما بين 1815 و 1870 انتقلت الثورة الصناعية من دولة بريطانيا إلى القارة الأوروبية والتي شهدت نجاح كبير، وسرعان ما انضمت إليهم الولايات المتحدة الأمريكية لتصبح من بين الدول الصناعية الرائدة بالإضافة إلى علم التكنولوجيا حتى تمكنت من أن تصبح من بين الدول الرائدة في ذلك المجال.
كيف تمكنت دول الاتحاد السوفيتي والصين بتحقيق نمو كبير ؟
- ومن خلال التعرف على التاريخ الاقتصادي للدول وفي ظل تحقيق الغرب المزيد من التقدم على جميع الدول على مستوى العالم خلال القرن 20، وعدم نجاح نموذج التنمية فقد اتجهت بعض الدول إلى اتجاه مغاير، الأمر الذي مكنهم من اللحاق بدول الغرب والتي من بينها تايوان واليابان، بالإضافة إلى الاتحاد السوفيتي والصين.
- ويذكر أن تلك الدول قد تمكنت جميعها من تحقيق نمو كبير وملحوظ، كما أنها تمكنت من سد الفجوة مع الغرب خلال نصف قرن فقط، وذلك من خلال خطوة واحدة وهي بناء كافة عناصر الاقتصاد المتقدم في وقت واحد، والتي تمثلت في مصانع الحديد والصلب والسيارات وغيرهم.
- في ظل تواجد السلطة من أجل تخطيط وتنسيق الأنشطة مع ضمان تنفيذها من أجل تحقيق النجاح الكبير، فقد تمكنت تلك الدول من الخروج من مرحلة الفقر التي كانت تعيش به خلال فترة العشرينات.
إقرأ أيضا:
لما لم تتمكن الدول الأفريقية من التقدم على نهج أمريكا وأوروبا ؟
- خلال التعرف على التاريخ الاقتصادي للدول، والـ 5 قرون الماضية ظلت الدول الأفريقية التي تقع جنوب الصحراء من بين أكثر الدول فقرا على مستوى العالم، على الرغم من تقدم الكثير من الدول حولها ولكن هي لم تتمكن من ملاحقة ركاب التقدم الكبير في تلك الفترة، وقد يؤكد البعض أن السبب الرئيسي في فقر تلك الدول هو الاستعمار الذي تعرضت له.
- الأمر الذي أدي إلى نقل الثورات الخاصة بتلك الدول إلى الدول الأوروبية، فعلى الرغم من التعديلات الكثيرة التي قام بها الاستعمار الأوروبي خلال فترة استعمار الدول الأفريقية، إلا أنها لم تتمكن من إرساء قواعد النمو الاقتصادي، ولكن كان الاستغلال الأوحد لتلك الدول هو الموارد الخاصة بها.
- الأمر الذي أدي إلى ظهور مؤسسات سيئة بالإضافة إلى إهمال تعليم سكان تلك القارة، كما أن قيام الدول الأفريقية بتصدير المواد الأولية الخاصة بها على المدى الطويل ،الأمر الذي أثر بالموارد الخاصة بها وأدى إلى الفقر، كما أن تجارة العبيد قد حرمت الدول الأفريقية من مواردها البشرية وقد جعلتها تحت إمارة الدول الأخرى، خلال الفترة ما بين 1500 وحتى عام 1800 ميلاديا.
- وبناء على ما تم سرده من التاريخ الاقتصادي للدول فقد نجد أن بريطانيا قد نجحت ،من خلال الثورة الصناعية أن توجد في المرتبة الأولي للريادة، وسرعان ما تمكنت بها جميع الدول الأوروبية بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بينما تمكنت الكثير من الدول الأخرى والتي من بينها روسيا والصين وبعض الدول من اللحاق بذلك التقدم بعدة محاولات عدة.
- وعلى الرغم من ذلك التقدم الكبير إلا أن بعض الدول قد ظلت تعاني من الفقر والتي من بينها الدول الأفريقية، من جراء التعرض إلى الكثير من العوامل والتي تتمثل في تجارة العبيد، بالإضافة إلى استغلال مواردها من قبل الدول الاستعمارية ونهبها من أجل مصالحها في المقام الأول.