علم الاقتصاد يختص بدراسة السلوك الإنساني والرفاهية، وذلك باعتبارهما طرفي علاقة بين ما يستطيعه الشخص أو المجتمع محل الدراسة، وما يريد تحقيقه من أهداف، وكيف يختار ما بين هدف وآخر لإعطاء أحدهما الأولوية للتحقيق حسب ما يتاح له من موارد، ويصنف هذا النوع من العلوم على أنه اجتماعي؛ يدرس التفاعل ما بين الأفراد وبعضهم في داخل المجتمع بخصوص شأن معين، وقد تم تعريفه من قبل ليونيل روبنز بأنه ما يفحص السلوك الصادر عن امرئ امتلك موارد محدودة تستعمل لتحقيق أهداف متعددة، فيما يرغب في تحقيق أهداف تخصه، ويدرس الاقتصاد كيفية استخدامه تلك الموارد لتحقيق ما يطمح إليه.
نشأة علم الاقتصاد
أقدم من قام بصنع قانون اقتصادي عامةً هو حمورابي، الذي أصدر قانونًا للتوليف الاقتصادي وكان ذلك قبل الميلاد، حيث:
- قام حمورابي بتحديد شكل مفصل لعمليات التجارة بما فيها أخلاقيات العمل للمشتري والبائع.
- خلال القرن 14 كان بن خلدون أول من بدأ الاهتمام بالعمل بغرض الكسب، وكذلك اتجاه الدول للتوسع في التجارة.
- ظهور هذا العلم لم يكن جليًا إلا بعدما نشر آدم سميث كتاب قد كان كتبه، وعنوانه ثروة الأمم، والذي أدرج كثير من الرؤى الخاصة به اقتصاديًا.
- عرف الاقتصاد السياسي بكونه فرع تابع لعلوم السياسة، وأن له أهداف تندرج تحت فئتين.
- إحدى الفئتين تطمح لتقديم منتجات للأفراد، أو منحهم القدرة على أن يمتلكنها.
- الفئة الأخرى تطمح لمنح الدول الموارد التي تتيح لها إنتاج تلك المنتجات التي يحتاجها الأفراد.
- وكان أول من أطلق لفظ الاقتصاد السياسي هو أنطوان ديمونكريتيان، وهو من المتدينين المتنورين في فرنسا.
- كما كان التابعين للمذهب الطبيعي هم أول من خصصوا الزراعة كنشاط جالب للمال، وتعاملوا بصورة جدية مع هذا الاقتصاد في صورته البدائية.
تطور علم الاقتصاد
بعدما قدم آدم سميث كتابه الذي طور شرح طرق الاقتصاد وآلياتها سار علم الاقتصاد منحنى متصاعد، حيث:
- خلال القرن 19 قام اثنان من العلماء بالتوسع فيما قدمه آدم سميث، وقدموا ما توصلوا إليه بخصوصه، وهما ماركس ومالتوس.
- وعند نهاية القرن استُخدمت بعص الإحصائيات الرياضية لكي تأخذ دورها كشرح للمصطلحات الاقتصادية، وكان ذلك على يد ليون والراس وألفريد مارشال اللذان كانا أول من استخدم الرياضيات لشرح الاقتصاد.
- استمر التطور حتى بدايات القرن 20، حيث ما زالت هناك نظريات مستعملة من قبل الاحتياطي الفيدرالي لكي يتحكم في السياسة المالية حتى الآن، وقد طور هذه النظريات جون كينز.
- بالتالي فإن غالب ما يوجد الآن على الساحة الاقتصادية من نظريات قد تم استخراجه وتطويره من نظريات كينز، وفريدمان الذي أسس نظريات السوق الحر القائم على المساهمة برأسمال أكبر كي نتفادى مشاركة الحكومات.
اقرأ عن:
انواع علم الاقتصاد
يمكن إدراج العلم بالكامل تحت تصنيفين رئيسيين، وهما:
الاقتصاد الكلي
- يهتم بالاقتصاد على نطاق الدول، ويستعمل متغيرات تساهم في وضع نموذج يشرح الاقتصاد فيها، ومن الوارد أن يركز على منطقة، أو قارة، أو العالم كله.
- أي ظاهرة يدرسها الاقتصاد الكلي هي ظاهرة تندرج تحت الاقتصاد الجزئي، ولكن دراستها تتم بطرق ونظريات مختلفة عن دراستها في الاقتصاد الجزئي.
- يشتمل هذا النوع على بعض المصطلحات مثل التضخم، البطالة وما شابه ذلك من مفاهيم تخص العالم ككل.
الاقتصاد الجزئي
- وهو الذي يهتم بكيفية الاختيار من قبل الفرد أو المؤسسة، فهو يقدم محاولات لتوضيح رد فعلهم تجاه تغيير السعر لسلعة معينة، وأسباب الاستجابات التي يستجيبونها.
- هذا النوع يعد فرع أو أكثر من الاقتصاد الكلي رغم تباين نظريات وسبل دراسة الظواهر ما بين هذا وذاك، إلا أنهما متشابكان، ويندمج الاقتصاد الجزئي في الكلي.
- يتضمن هذا النوع مصطلحات مثل العرض والطلب، وحركة الأسعار ومرونتها وكل ما يتعلق بالنطاق الذي يدرسه.
مبادئ وخصائص علم الاقتصاد
هناك مبادئ أساسية للاقتصاد يقوم عليها ويسير حسبها، ومن هذه المبادئ ما يلي:
مبدأ الندرة
- وهي أكبر المعوقات الاقتصادية التي تواجهها البشرية في كل حين، وسببها تعدد وتزايد الاحتياجات في مقابل موارد أقل.
- بناء على ذلك المبدأ فإن أي منتج له سعر ليس صفريًا فهو يعد منتج نادر، وهذا ما يجعله مكلف للاستفادة منه.
- الندرة هي أساس الاحتياج للاقتصاد، وبدونها سيصبح الجميع قادر على استهلاك أي مورد بأي كمية، ولن يضطروا للاختيار.
مبدأ المنفعة والتكلفة
- وهو وضع الحاجة أو الرغبة في مقابل مورد آخر تمتلكه، كما حال الشراء، فإن أردت شراء فاكهة مثلًا فالأمر مرتبط بما تملكه من مال.
- إن كانت تكلفة الثمرة الواحدة من الفاكهة تكلفك جنيه واحد، أو عملة واحدة، فأنت ستتوقف بالتأكيد عن استهلاك الثمار ما دامت العملات التي معك قد انتهت.
- كلما اشتريت أكثر كلما قمت بإرضاء حاجات أكثر، ولكن عند التوقف عن الشراء لن تزيد الفوائد الإضافية عن عملة واحدة، وهذه هي نقطة تماثل المنفعة الحدية والتكلفة الحدية.
مبدأ الأسواق والحوافز
- وهي المؤثرات التي يستجيب لها الناس، وفي هذا العلم فإن الحوافز دائمًا ما تكون نقدية، ولكنها تختلف في الصورة التي تخرج بها، فقد تخرج بشكل سعر، أو ضريبة.
- رؤيتك أن سلعة تفضلها متاحة للبيع تجعلك تبتاعها، وحافزك هنا هو تقليل سعرها، وكانت الاستجابة منك بشراء المزيد منها.
- ويتم التحكم في الحوافز من قبل النظام للتحكم في السلوك الصادر عنك كمستهلك.
- السوق يخضع لعاملي العرض والطلب، فالكمية المتوفرة من السلعة المرغوبة إن تم عرضها بسعر أقل ستباع.
- وهناك منحنيات للعرض والطلب يلاحظ فيها أن الطلب مائل للأسفل بصورة عامة، بما يعني أن بيع السلع أكثر مرتهن بثمن أقل، بينما الطلب مرتفع للأعلى، وهذا يشير لأن ارتفاع السعر سيزيد المعروض من السلعة، ويلتقي المنحنيان في نقطة تعرف باسم توازن السوق.
تكلفة الفرص وتناقص العوائد
- يعرف هذا المبدأ باسم آخر وهو تكلفة الاختيار، ويعني أن المشتري يختار شيء على حساب شيء آخر، ويطلق على ما يتم اختياره البديل الأفضل.
- يشبه الأمر أن تختار البقاء نائمًا لساعة أطول بعد موعد الاستيقاظ، في مقابل التخلي عن أجر تلك الساعة في العمل.
- تترابط هذه الفرص في كل فرصة تسنح للمرء، فتخليه عن وجبة مع أسرته يمنحه فرصة أكبر للإنتاج إن اغتنمها في العمل.
مجالات علم الاقتصاد
- الاقتصاد الجزئي، الذي يدرس الأفراد وتصرفهم تجاه السلعة وندرتها.
- الاقتصاد القياسي المعتمد على الإحصاء لتحليل البيانات الاقتصادية.
- الاقتصاد الرياضي الذي يحتاج علم التفاضل والتكامل لتفسير نظريات الاقتصاد.
أهداف علم الاقتصاد
يهدف هذا العلم لتحقيق مصلحة الأوطان، واكتساب الخبرات للتعامل مع مشكلة الندرة بكفاءة، حيث أنك:
- ستتمكن عند فهم هذا العلم من معرفة آليات عمل السوق، وبناء فكرة متعمقة عن الاقتصاد.
- كذلك يمكنك اكتساب مزيد من المهارات في الإحصاء، مما يجعلك أجدر بحل المشكلات الاقتصادية.
- تتعلم عبره توصيل الحجج المتعلقة بالاقتصاد للغير بصورة فعالة، وهذا يفيد في تعليم الغير وممارسة ما يتم تعلمه في كافة المجالات.
- القدرة على تطبيق ما تم تعلمه في المواقف التي تستدعي ذلك مثل مواجهة مشكلات السياسة العامة، مما يجعل المتعلم يصبح فعالًا مع الوقت، ولديه نسبة أعلى من الوعي.
علم الاقتصاد مرتبط بصورة او أخرى بكثير من مجالات الحياة، وكلما كان مفهومًا أكثر كلما استطعنا تحسين حياتنا بصورة واعية أكثر وتعاملنا مع المشكلات بفاعلية أكبر.
المصادر: