الناتج المحلي الإجمالي هو من الأكثر الأدوات المستخدمة في قياس حجم الاقتصاد الخاص والتنمية الاقتصادية بكل دولة حيث يمكن من خلاله تحديد قيمة جميع السلع التي تم إنتاجه بشكل محلي من قبل الشركات والأفراد بداخل الدولة بالإضافة إلى التعرف على مستوى معيشة الأفراد بها ويتم قياسه بواسطة ثلاث طرق مختلفة ومن خلال النص التالي سوف نعرض لكم كافة التفاصيل المتعلقة بهذا الناتج.
الناتج المحلي الإجمالي
- بدأ الاقتصاديون في بريطانيا وفرنسا منذ أواخر القرن السادس عشر في حساب قيمة إجمالي الدخل الخاص بإقتصادهم وذلك بهدف مساعدة القيادات السياسية في العثور على أفضل الطرق المساعدة في زيادات الإيرادات الضريبية.
- ومع ذلك لم تبدأ التقديرات المحسوبة بشكل دقيق إلا في أوائل القرن العشرين حيث شجعت العديد من التقنيات الحديثة الخاصة بالإحصاء فضلًا عن متطلبات الحروب على الاهتمام بأساسيات المحاسبة.
- وفي خلال الثلاثينات من القرن العشرين بدأت تظهر التقديرات السنوية للناتج المحلي الإجمالي بعظم اقتصادات الدول الغنية ويرجع الفضل إلى المهاجر الروسي للولايات المتحدة (سيمون كورنتس) فمن خلال تم إنشاء أول تقدير حقيقي للناتج المحلي الإجمالي للبلاد وتقديمه إلى الكونجرس في عام 1934 م.
- أثناء هذا الوقت عزمت الحكومات على إدارة والتحكم بحركة صعود وهبوط أداء الإقتصاد ولكي تتمكن من فعل ذلك احتاجت إلى العديد من البيانات المنتظمة بخصوص حجمه، مما أدى إلى إندلاع الحربة العالمية الثانية وترتب على ذلك العديد من المطالب الإقتصادية.
- كما تم توكيل الحكومات بقياس حجم الإقتصاد ومنذ ذلك الوقت تعمل المكاتب الإحصائية الخاصة بحكومة كل دولة على إعداد التقديرات الخاصة بالناتج المحلي الإجمالي.
تعريف الناتج المحلي الإجمالي
- هو مقياس كلى للإنتاج يتساوى مع مجموع كافة القيم الإجمالية التي يتم إضافتها كل فرد أو مؤسسة مشاركة في الخدمات والإنتاج حيث يقيس هذا الناتج القيم النقدية لجميع السلع والخدمات المستهلكة في بلد ما خلال فترة زمنية معينة، كما يساعد في التعرف على مستوى المعيشة بالبلاد المختلفة بجانب قياس اقتصاد الدول في الأسواق الدولية.
- ويطلق على هذا المصطلح إختصار GDP إي Gross Domestic Product بمعنى القيمة السوقية للمنتجات المحلية في دول م وهو من أشهر وأهم القيم التي تعتمد عليها الحكومات بشكل كبير فمن خلاله يمكن تحديد حجم الإنفاق العام المناسب للدولة.
- يتم قياس GDP على أساس كل فصل أو سنة كما تعمل البنوك المركزية والعديد من المؤسسات بخفض ورفع توقعاتها للنمو وفقًا للعوامل المتواجدة في الإقتصاد بتلك الفترة، كذلك يتم قياس الناتج المحلي الكلي (الإجمالي) عن طريق ثلاثة طرق وهي طريق الإنفاق وطريقة الدخل وطريقة الناتج.
الفرق بين الناتج المحلي الإجمالي والناتج القومي
- يشير الناتج المحلي الكلي (GDP) إلى النشاط الإقتصادي بخصوص الأمور المادية في كل دولة أي الناتج الكلي للإنتاج الخاص بجميع الفئات في الدولة سواء المواطنين أو المؤسسات أو الكيانات الأجنبية ويعمل على قياسه.
- أما الناتج القومي يعمل على عكس ذلك حيث يقيس الإنتاج الكلي للفرد الواحد أو المؤسسة بما يتضمن المقيمين بالخارج واستبعاد الناتج المحلي من الأجانب.
- وتأتي العلاقة بين الناتج المحلي والناتج القومي الإجمالي شبيهة للعلاقة بين نهج الدخل ونهج الإنتاج لحساب الناتج المحلي الكلي، في الإقتصاد يعد الدخل القومي مقياسًا أفضل من الناتج المحلي الكلي فمن خلالها يمكن قياس الصحة الإقتصادية الكلية بشكل أفضل.
- ويرجع ذلك نتيجة لسحب العديد من الدول دخلها من الخارج بواسطة الشركات والأفراد الأجانب ويصبح حينها أرقام الناتج المحلى الكلي أعلى بكثير من أرقام الدخل القومي الكلي (الإجمالي)
- على سبيل المثال سجلت لوكسمبورغ في عام 2014 حوالي 65.7 مليار دولار من الناتج المحلي الكلي (الإجمالي) في حين قيمة الدخل القومي الإجمالي كانت 43.2 مليار دولار.
- ويأتي هذا التباين نتيجة للمدفوعات الضخمة التي تم تسديدها إلى بقية العالم من خلال الشركات الأجنبية التي تمارس أعمالها في لوكسمبورع.
قد يهمك معرفة:
مكونات الناتج المحلي الإجمالي
- يتضمن الناتج المحلي الكلي جميع ما يتم إنتاجه سواء سلع أو خدمات بداخل الحدود الجغرافية للدولة وذلك عن طريق مواطني الدولة أو الأجانب الذين يعملون بداخلها كذلك قد يتضمن أيضًا ببعض الدول جزء من الإنتاج الغير مسوق مثل التعليم وخدمات الدفاع التي تعمل الحكومة على توفيرها.
- وببعض الدول الأخرى يتضمن تقدير قيمة الإنتاج بالقطاعات الغير منتظمة أي القطاعات الغير رسمية بينما لا يشتمل على الأعمال التي لم تتم بدون أجر أو مقابل مثل الخدمات المقدمة من ربات البيوت في منازلهم أو الطبيب لأهل بيته وغيرها من الأعمال الغير مدفوعة الأجر أو التي تتم بشكل تطوعي لأهداف خيرية.
حساب الناتج المحلي الإجمالي
يتم حساب الناتج المحلي الكلي عن طريق ثلاثة طرق مختلفة وتتمثل تلك الطرق في بنود الإنتاج، بنود الإنفاق، بنود الدخل وذلك إما بالأسعار الثابتة أو الأسعار الجارية وفيما يلي سوف نشرح لكم كل طريقة بالتفصيل:
أولا: طريقة بنود الإنتاج
- تعتمد تلك الطريقة على القطاعات الإقتصادية المكونة للدخل المحلي حيث تركز على جانب العرض الإجمالي في الاقتصاد ويأتي حساب تلك الطريقة عن طريق قياس الفرق بين مجموع قيم الإنتاج النهائي للسلع والخدمات بوحدات الإنتاج العامة وقيم السلع والخدمات الوسيطة التي تم إستخدامه في الإنتاج.
- وبذلك سوف تتمكن من الحصول على القيمة المضافة لكل قطاع بالقطاعات الإقتصادية التي تمثل جميعها الناتج المحلي الكلي (الإجمالي) ومن الجدير بالذكر ينقسم النشاط الاقتصادي إلى العديد من القطاعات التي تتضمن الصيد والزراعة والتشييد والنقل والمواصلات والتجارة وغيرها الكثير.
ننصحك بقراءة:
ثانيًا: طريقة بنود الإنفاق
تركز طريقة بنود الإنفاق على جانب الطلب الإجمالي أو الكلي ويتم حساب الإنتاج المحلي بواسطة تلك الطريقة بأتباع المعادلة التالية:
((الناتج المحلي الإجمالي = إجمالي الاستهلاك المحلي + صافي الصادرات + إجمالي الاستثمار المحلي )).
بحيث أن إجمالي الإستهلاك المحلي منقسم إلى جزئين وهما:
- إجمالي الاستهلاك الخاص (مجموع ما يتم إنفاقه من قبل الشركات والأفراد لشراء السلع والخدمات المختلفة المحلية لاستهلاكها).
- إجمالي الاستهلاك العام ( مجموع ما يتم إنفاقه من خلال الحكومة لشراء الخدمات والسلع المستهلكة بشكل ذاتي).
- أما عن إجمالي الاستثمار المحلي فهو كل ما يتضمن الإنفاق بهدف تمويل المشاريع كإنشاء مصنع لإنتاج سلعة معينة أو ما يتم إنفاقه من قبل المنتجون لشراء المعدات.
ثالثًا: طريقة بنود الدخل
يمكن حساب الناتج المحلي الكلي (الإجمالي) في تلك الطريقة من خلال جمع كافة العوائد التي تم الحصول عليها من عناصر الإنتاج المختلفة سواء (رأس المال، التنظيم، الأرض، العمل) والتي أسهمت في دفع الناتج المحلي الكلي أثناء فترة محددة.
وفي الختام نكون قد عرضنا لكم الناتج المحلي الإجمالي وتعريفه بالإضافة إلى أبرز مكوناته والطرق المستخدمة في حسابه بشكل دقيق.