الاقتصاد البيئى هو أحد فروع علم الاقتصاد الحديث الذي يهتم بمدى تأثير البيئة على الاقتصاد، والعكس ، حيث أصبح من الضروري دراسة الجوانب البيئية المختلفة، وتأثيرها على الاقتصاد، وكذلك دراسة الموارد الطبيعية، وكيفية استثمارها في إيجاد حلول تساهم في تحسين التنمية المستدامة لدى الدول، والتي بدورها تعمل على تقييم الوضع الراهن، والتحديات المنعكسة من قدرة الاقتصاد على التصدي والصمود، في ظل أنماط معيشية تؤثر في ندرة الموارد الطبيعية، من خلال دراسات مستقبلية تساهم في استقرار وازدهار المجتمعات.
ماهو الاقتصاد البيئى ؟
الاقتصاد البيئي هو مجال اقتصادي يتعامل مع العلاقة بين الاقتصاد والبيئة، يدرس الاقتصاديون البيئيون اقتصاديات الموارد الطبيعية من كلا الجانبين، من حيث استخراجها واستخدامها، وعودة منتجات النفايات إلى البيئة،
كما يدرسون كيف تضر الحوافز الاقتصادية بالبيئة أو تساعدها ، وكيف يمكن استخدامها لإنشاء سياسات وحلول بيئية مستدامة، من أمثلة الاقتصاد البيئى: دراسة إعادة تدوير النفايات، وإعادة تدوير مياه الصرف الصحي، وكذلك الدراسات الاقتصادية للبحث والتنقيب عن الموارد الطبيعية مثل الطاقة المتجددة، والمعادن.
أهمية الاقتصاد البيئى
يعتبر الاقتصاد البيئى من أهم الاقتصاديات المستحدثة في العالم ، حيث يهتم الاقتصاديون البيئيون فى المقام الأول بدراسة اقتصاديات البيئية المستدامة، والحد من تأثير الأنشطة الاقتصادية على التغير البيئي والمناخي، مثل استخدام الطاقة المتجددة ، وبناء محطات الطاقة الكهرومائية الجديدة، وتكمن أهمية الاقتصاد البيئى فى النقاط التالية
دراسة تدابير مكافحة التلوث أو الأرض الخضراء
- هي من أهم الأهداف للاقتصاد البيئي، حيث تعد دراسات عن الأضرار الناتجة عن التلوث البيئي وكيفية التعامل معها، بوضع خطط أكثر فاعلية، وهو ما يطلق عليه التنمية المستدامة.
تقييم الأنشطة الصناعية
- يهتم العاملون في الاقتصاد البيئى بدراسة تحليلات التكلفة والعائد للأنشطة الصناعية أو اللوائح التي تنطوي على الموارد الطبيعية ، وعادة ما يتم اقتراحها باستخدام مجموعة من البرامج الإحصائية وبرامج الكمبيوتر المتقدمة،
- والبرامج المتطورة الأخرى، من خلال تلك الدراسات، و بناءً على هذه التحليلات ، يمكنهم تطوير توصيات سياسات فعالة من حيث التكلفة والتنمية المستدامة إلى صانعي السياسات من خلال التقارير والعروض التقديمية.
دراسة العوامل البيئية الناتجة عن بعض الأنشطة الاقتصادية
- يهتم علم الاقتصاد البيئى بدراسة العوامل الخارجية على البيئة والطبيعة؛ التي تؤثر تأثيراً مباشراً على النشاط الاقتصادى، وتجنب تلك الآثار، وربما كانت دراسة المناخ هي الشغل الشاغل لأغلب دول العالم الآن، وذلك لتجنب آثار التقلبات الجوية على بعض الأنشطة التجارية والصناعية.
تحليل التكلفة والعائد للأنظمة البيئية
- مثل دراسة اقتصاديات الوقود الحيوي وإدارة النفايات وتنظيف الأراضي والتقنيات والصناعات البيئية الأخرى.
خدمات النظام البيئي
- التي توفرها الطبيعة ، مثل منع الانجراف بواسطة الأشجار أو تصفية المياه بواسطة النباتات
اقرأ أيضا:
خصائص الاقتصاد البيئى
يتبني الاقتصاد البيئى نظرية التطور والتوقع ، إذ يقوم على دراسة الأحداث البيئية، و كيفية تأثيرها على المستويات الاقتصادية المحلية والوطنية والعالمية، كما تقوم وظائف الاقتصاد البيئي بتطبيق بيانات البحث الميداني الخارجي،
وتوقع حل المشكلات البيئية، ورغم أوجه التشابه بين علم الاقتصاد بصفة عامة وفروعه المختلفة مثل الاقتصاد المجتمعى، والقانوني، إلا أن خصائص الاقتصاد البيئى تختلف اختلافًا كبيرًا عن معظم فروع الاقتصاد الأخرى
فإن قائمة الخصائص هنا تتضمن تحقيق الأهداف البيئة المخططة، للحفاظ على سبل العيش الأساسية للإنسان، ومن ثم طرح البدائل الاقتصادية المناسبة، والبديلة للحفاظ على الأرض الخضراء، وإقامة التنمية المستدامة، لا سيما أن أغلب العاملين في الاقتصاد البيئى، هم معنيون بالبيئة بالأساس، والحفاظ عليها من التدمير الذاتي نتيجة الاقتصاد الممنهج، و الرأسمالي، ومن أبرز خصائص الاقتصاد البيئى
إجراء البحوث والتنبؤات
- يتبنى الاقتصاد البيئى المثلث الهرمي؛ لتحقيق معادلة صعبة، تمثل قاعدة هذا المثلث الإنسان والأرض، وقاعدة التماس هو النشاط الاقتصادى، حيث أنه من خلال إجراء البحوث التي يتم الحصول عليها من مراجعة التوقعات البيئية، ونتائج العينات والبيانات ا الحاسوبية، يتم وضع الخطط والبرامج المستقبلية لاقتصاد نظيف.
تحليل البيانات التاريخية
- تتم دراسة القضايا التاريخية لصياغة نظرية اقتصادية حديثة، تعتبر البيانات القديمة مهمة لمعرفة مدى تأثر البيئية بأنماط الاقتصاد المختلفة وكيف تنطبق على الظروف الحالية.
تحليل الاتجاهات والدورات البيئية والاقتصادية
- دراسة التأثير المحتمل، وذلك من خلال التشاور مع صانعي السياسات فيما يتعلق بالضغوط الاقتصادية التي تجعل الأفراد والشركات يلتزمون باللوائح البيئية لأي نشاط استهلاكي.
الاقتصاد البيئى والتنمية المستدامة
يرتبط الاقتصاد البيئي بمصطلح التنمية المستدامة ارتباطا وثيقاً، وبرغم أنه كان متقدما على هذا المصطلح كعلم مستقل، إلا أنه وبعد أن كشفت تقارير أممية عن تعرض الأرض و الأجيال المستقبلية للخطر،
في ظل أنماط اقتصادية واجتماعية غير مسؤولة، بدأ هذا المصطلح يظهر في مناقشات اللجنة العالمية المعنية بالبيئة داخل الأمم المتحدة في عام 1972، ثم قدم للجهات المختصة رسمياً عام 1982،و تم تشكيل اللجان الخاصة به.
ماهي التنمية المستدامة
يتلخص تعريف التنمية المستدامة بأنه هو نوع التنمية الاقتصادية التي تلبي احتياجات المجتمع، بأجياله الحالية، و الحفاظ على الموارد الطبيعية المحدودة، وتشجيع تنمية الموارد المتجددة، لتلبية احتياجات الأجيال القادمة.
أهداف الاقتصاد البيئى والتنمية المستدامة والفرق بينهما
نشأت العديد من المنظمات الدولية التي كان شغلها الشاغل الحفاظ على البيئة، دون التدخل في الأطر الأقتصادية للدول، أو إيجاد البديل المناسب لتلك الاطر، من جهتها انبثقت عن تلك المنظمات الداعمة لمفهوم الاقتصاد البيئى، اللجنة الدولية لتغير المناخ،
ودقت ناقوس الخطر، إبان عملها، من خلال تقارير قدمتها على مستوى عالى من التمثيل الدولي في الأمم المتحدة، حيث أكدت تقارير الخبراء في اللجنة الدوليّة لتغير المناخ، أن أنشطة الإنسان الاقتصادية، هي المسؤولة عن مستقبل البشرية برمّتها، ومن هنا تطور علم الاقتصاد البيئى كجزء لا يتجزأ من استراتيجية التنمية المستدامة، ومن أهدافهما:
الحماية المستدامة للبيئة والموارد الطبيعية
من خلال وضع حلول شاملة للحد من تسرب الانبعاثات الغازية في الغلاف الجوي، والذي يؤثر على تلوث الهواء، وارتفاع حرارة الكرة الأرضية، وما يؤديه ذلك؛ من الكوارث الطبيعية والظواهر الطبيعية مثل ارتفاع منسوب مياه البحار مما يهدد بمشكلات بالغة الخطورة.
تعرف على:
نمو اقتصادي دائم
إن من أهم الأسباب التي ساهمت في خلق استراتيجية التنمية المستدامة هوان التنمية الصناعية الاقتصادية، التي انتشرت في الدول الصناعية الكبرى، تلك التي لا تعترف بالسلوكيات البيئية، لم تحقق تطلعات الشعوب، وأصبحت المشكلة مشكلة اجتماعية واقتصادية،
حيث انفرد مواطنو هذه الدول بالترف الإقتصادي، بينما يعيش بقية سكان العالم وهم الأغلبية، فى فقر وأمية، ومستويات منخفضة من الدخول، تهدف التنمية المستدامة إلى تحسين ظروف المعيشة لكل أفراد المجتمع من خلال تطوير وسائل الإنتاج وأساليبه، وإدارتها بطرق لا تؤدي إلى استنزاف موارد كوكب الأرض الطبيعية.
تنمية اجتماعية مستدامة
منذ أن خلق الله الأرض وقد هيأ للإنسان الكثير من المصادر الطبيعية، التى سخرها في خدمته، كانت النظرية الاقتصادية والاجتماعية القديمة، تقوم على استغلال تلك الموارد، دون التفكير في المستقبل، وعززت تلك الحالة الثورة الصناعية لدى الدول المتقدمة غير مهتمين بمفهوم التنمية الشاملة،
التي تنظر إلى الموارد الطبيعية، وخاصة مصادر الطاقة والمياه والمواد الأولية بمفهوم ضيق، و دون التفكير بمستقبل الأجيال التي يتضاعف استهلاكها بشكل مضطرد، في ظل الاعتقاد الخاطئ بأن الأرض هي مصدر لا ينضب للثروات وموردٌ لطاقة لا لذا فقد ركزت جهود الأمم المتحدة،
والكثير من المنظمات الدولية والدول إلى تبني أهداف التنمية المستدامة أو الأرض الخضراء نحو إقامة مجتمع عالمي إنساني متضامن لمواجهة كل التحدّيات العالمية، والقضاء على الفقر، تغيير أنماط الإنتاج، وحماية الموارد الطبيعية وحسن إدارتها.
لقد أصبح مفهوم التنمية المستدامة مرتبطاً بعلم الاقتصاد البيئى، موجهاً نحو المستقبل، وأخذ بدوره استراتيجية عالمية تحد من استغلال الإنسان للموارد الطبيعية بصورة خاطئة، ولعل أكثر ما يقلق الدول الصناعية، هو خلق حالة التوازن البيئي والمجتمعي، بين جميع الشعوب، لاسيما بعد أن تملكت زمام الأمور السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العالم، ليظل أكثر من ثلثي سكان العالم تحت خط الفقر والحروب والجهل .