لماذا توجد دول غنية وأخرى فقيرة

سنتحدث في هذه المقالة عن أهم الاسباب لماذا توجد دول غنية وأخرى فقيرة من حيث دور الاقتصاد والنمو والتنمية الاقتصادية والمالية وغيرها وعند قراءة تاريخ الإقتصادي نرصد الكثير من الأسباب التي أدت إلى أنه يوجد دول ثرائها فاحشن ودول أخرى تعاني من الفقر، وقام أستاذ الاقتصادي بجامعة أكسفورد روبرت سي آلن بالرد على ذلك السؤال من خلال استعراض الفجوة الكبيرة بين أوروبا والدول الأخرى، وخلال الفقرات التالية من المقال سوف نتحدث بشكل أوضح عن كل ما يتعلق بتاريخ الاقتصاد، وما حدث في السابق أدي لظهر ذلك الفارق الكبير بين الدول.

تاريخ الإقتصادي العالمي

  • من خلال التعرف على تاريخ الإقتصادي فنجد أن منذ القدم وتحديدا قبل عام 1500 ميلادية ظهرت الاختلافات بين الدول، ولكن بشكل بسيط فلم يكون هناك عدم مساواة بين غنى الدول كما حدث بعد ذلك، ولكن تلك الفجوة ظهرت في الفترة ما بين 1500 وحتى 1800 خلال الرحلات التي قام بها كل من كريستوفر كولومبوس وفاسكو دي جاما، والتي قد كان لها الفضل الكبير في حصول التكامل الاقتصادي وحدوث الثورة الصناعية.
  • وقد شهدت تلك الفترة بناء المستعمرات في الأمريكتين، والتي قامت بالحصول على العبيد الأفارقة من أجل استخراج الفضة وزراعة السكر والتبغ في المستعمرات، وتمكنت تلك الفترة الدول الأوروبية من فرض سيطرتها من خلال الجمارك وشن الحروب،
  • حتى تتمكن من إيقاف الدول الأخرى من الدخول إلى التجارة ومنافسة مستعمراتها، وبناء عليه تمكنت الصناعة الأوروبية من الانتشار بشكل ملحوظ خلال تلك الفترة، على الرغم من أن التنمية الاقتصادية لم تكن هدف القرن 19.

تاريخ الإقتصادي

لماذا توجد دول غنية وأخرى فقيرة

ولكن سرعان ما تم الدخول إلى مرحلة المواكبة مع بداية القرن التاسع عشر، وتمكنت بريطانيا من تحقيق الريادة خلال تلك الفترة وبناء عليه قامت دول أوروبا بوضع الصناعة في أولويتها، عملا على مواكبة التطور الصناعي الكبير الذي شهدته بريطانيا، وذلك من خلال أتباع سياسات معينة وهي على النحو التالي:

  • إنشاء السوق الوطنية الموحدة من خلال إلغاء التعريفات الداخلية.
  • وضع التعريفات الخارجية لحماية الصناعات من المنافسة البريطانية.
  • تأسيس البنوك للمحافظة على ثبات الأسعار.
  • توفير العلم من أجل الارتقاء بالمهارات.

شهدت تلك السياسات نجاح كبير في دول أوروبا وأمريكا الشمالية وانضمت لهم الكثير من الدول في نادي عرف تحت مسمى “نادي الدول الغنية”، والمنافسة البريطانية تمكنت خلال تلك الفترة من إعاقة التنمية الصناعية داخل الكثير من دول آسيا،

وفي نفس السياق اكتفت الدول الأفريقية بتصدير زيت الخيل والمعادن خاصة بعد انتهاء تجارة العبيد خلال عام 1807، وقد تمكنت الدول الأكثر ثراء من تحقيق المزيد من الثراء خلال عام 1820 وحتى اليوم، بينما ظلت الدول الأفريقية كما هي.

تاريخ الإقتصادي
لماذا توجد دول غنية وأخرى فقيرة

لماذا توجد دول غنية وأخرى فقيرة ؟

  • من خلال التعرف على تاريخ الإقتصادي فنجد أن الثروة الصناعية التي حدثت في الفترة ما بين 1760 وحتى 1850 بمثابة نقطة تحول في التاريخ، وذلك بفضل معدل النمو الاقتصادي العالمي الذي تم تحقيقه منذ بدايتها الأمر الذي أدي إلى زيادة الدخل،
  • وصولا إلى مرحلة الازدهار التي لا يزال يعيشه العالم حتى يومنا هذا، ويعتبر التطور التكنولوجي هو المحرك الهام والأساسي للثروة الصناعية، وقد شهدت تلك الفترة العديد من الاختراعات والتي تمثلت في المحرك البخاري بالإضافة إلى ماكينات غزل القطن واختراعات أخرى.
  • كما ظهرت في تلك الفترة الكثير من الآلات الأخرى التي قد نتج عنها احتياجات كثيرة إلى الأيدي العاملة، وقد شهدت تلك الفترة صناعات إنجليزية مستوحاة من الجانب الآسيوي مثل صناعة الخزف، وخلال الفترة ما بين 1815،
  • وحتى عام 1870 انتقلت الثورة الصناعية من بريطانيا إلى أوروبا، وقد شهدت نجاح كبير في تلك الفترة وفي تلك الفترة أيضا تحولت أمريكا الشمالية إلى واحدة من الدول الصناعية، وسرعان ما انضمت إلى ما عرف بنادي الابتكار.
  • ولم تكتف كل من الدول الأوروبية وأمريكا الشمالية إلى ما تم الوصول إليه من تفوق على بريطانيا، في ما يخص الإنتاج الصناعي بل قامت بالخوض في التكنولوجيا، وهو ما تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية من النجاح به بالفعل، وقد أصبحت منذ عام 1913 وحتى اليوم هي الرائدة في مجال التكنولوجيا.

تاريخ الإقتصادي

لماذا توجد دول غنية وأخرى فقيرة

لا يفوتك قراءة:

ما هو الأداء الإقتصادي و6 طرق لقياس النشاط الإقتصادي

أسباب عدم وصول أفريقيا إلى ما وصل إليه الغرب

  • من خلال البحث في تاريخ الإقتصادي تم الوصول إلى الردود المقنعة على ذلك السؤال، فعلى الرغم من الثروة الصناعية وما شهده العالم من تقدم، إلا أن الدول الأفريقية منذ تجارة العبيد بها وحتى اليوم لم تشهد التقدم الكبير الذي شهدته الكثير من الدول في تلك الفترة،
  • وبالرجوع إلى الخلف نجد أن الدول الأفريقية قد ظلت لمدة 5 قرون من بين الدول الأكثر فقرا على مستوى العالم، على الرغم من تقدم الكثير من الدول حولها فهي لم تتمكن من مواكبة ذلك التقدم الكبير.
  • وقد أكد الكثير من علماء الاقتصاد والمؤرخين منذ القدم وحتى اليوم على أن السبب الرئيسي الذي أدي إلى فقر الدول الأفريقية هو الاستعمار، والذي كان الهدف الأول والرئيس له هو نقل جميع الثروات التي توجد في تلك البلاد إلى يد الاستعمار وخاصة الدول الأوروبية، وعلى الرغم من التطور الكبير الذي حدث خلال فترة الاستعمار إلى أن المستعمر لم يقم بإرساء الدعائم الخاصة بالنمو الاقتصادي في تلك الدول.
  • بل كان كل ما يشغلها طوال فترة الاستعمار هو كيفية استغلال الموارد الخاصة بتلك البلاد، الأمر الذي أدي إلى إهمال عنصر التعليم في تلك البلاد كما أن المؤسسات الداخلية لها قد أصبحت في منتهى السوء،
  • كما أن استغلال الموارد البشرية من قبل المستعمر والتي تخص تجارة العبيد، قد حرمت الدول الأفريقية من أهم عوامل التطور وهي الأيدي العاملة والموارد البشرية الجيدة، الأمر الذي أثر بشكل واضح ومباشر على تطور تلك الدول في تلك الفترة.

تاريخ الإقتصادي

إقرأ أيضا:

ماهو التضخم الاقتصادي

فيروس كورونا والتراجع الاقتصادي العالمي

  • على الرغم من التطور الكبير الذي شهدة تاريخ الإقتصادي للدول الأوروبية وأمريكا الشمالية وبريطانيا وغيرهم من الدول، إلا أنه مع مطلع عام 2020 أجتاح العالم جائحة كورونا التي تسببت في وقف الحياة على مستوى العالم،
  • مما أثر سلبا على اقتصاد الكثير من الدول وخاصة الدول الكبيرة، ويؤكد الكثير من المحللين الاقتصاديين إن ما يشهده العالم اليوم هو بمثابة انحباس عظيم يجتاح العالم كله، منوهين عن فترة الكساد العظيم التي حدثت خلال عام 1929.
  • وعلى الرغم من المشاكل الاقتصادية الكبيرة التي تشهدها الكثير من الدول الكبرى، إلا أن القلق الشديد القائم حيال فيروس كورونا هو التخبط العالمي حيال التصدي لذلك الفيروس، فلم تتمكن الكثير من الدول من التعامل معه،
  • مثل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإيطاليا وغيرهم وسقطت الكثير من الوفيات، ومن المتوقع من قبل صندوق النقد الدولي أن ينكمش معدل دخل الفرد بنسبة 4.2%، والذي يفوق ما حدث من انكماش خلال عام 2009 والذي وصل إلى 1.6%.

تاريخ الإقتصادي

وعلى الرغم من التوقعات الاقتصادية الحالية إلا أنها لا تعتبر دقيقة بالحد الكبير، فمن الممكن مع أي تغيير أو مفاجأة جديدة من حدوث خلل اقتصادي جديد في ظل انكماش الاقتصاد العالمي، وكان من المتوقع أن يحدث انكماش خلال الربع الأخير من 2020، ومن ثم حدوث انتعاش اقتصادي مرة أخرى مع بداية 2022، ولكن يبقى الأمر مجرد توقعات في حال عدم ظهور علاج لفيروس كورونا المستجد كوفيد 19.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.