هناك العديد من أنواع الديون وهذا التنوع مصدره يتمثل في تنوع أشكالها الاقتصادية وكيفية تناول الاقتصاد لها، وما قام بوضعه من حلول جذرية للقضاء على الديون، وهناك عوامل عديدة لعبت دور في هذا التنوع؛ إذ أن الديون ليست مقتصرة فقط على الأفراد ومعاملاتهم المالية فحسب، وإنما امتدت إلى الدول كذلك، وفي هذا الموضوع سوف نتناول الأنواع المختلفة للديون والأحكام الشرعية المتنوعة لها، والعديد من النقاط الهامة.
أنواع الديون المختلفة
تمّ تعريف الدَيِّنْ (Debt) بعلم الاقتصاد بأن هو المبلغ الذي يدين به فرد يُطلق عليه مدين، من فرد يُسمى دائن أو صاحب دين، وفي الغالب يتخذ الدين شكل أموال أو بضاعة وربما يكون خدمة،
والعديد من الشركات تعتمد في تعاملاتها على الديون، وقد قام خبراء المال والأعمال بالتفرقة بين عدة أنواع من الديون، وكانت على النحو التالي:
ديون معدومة ( Debts Bad )
- وتكون عبارة عن ديون كل الظروف تؤكد استحالة القيام بتحصيلها، ومن هذه الشواهد المؤكدة (إعلان إفلاس المدين – مغادرة المدين البلد واستحالة الوصول إلى عنوانه – موت المدين وعدم ترك ما يكفي لتسديد شيء من الدين أو جزء منه).
ديون مشكوك في الوفاء بها ( Doubtful Debts )
- وتكون عبارة عن ديون يكون احتمال عجز المدين عن القيام بتسديدها في المستقبل بنسبة كبيرة جدًا قد تصل إلى 80 في المئة،
- وهناك عدد من المظاهر التي تقوم بتدعيم هذه الحقيقة، ومنها: (عدم انتظام المدين بتسديد أقساط الدين في موعده – التأخير في الوفاء بقيمة كمبيالات مسحوبة على المدينين في المعاد وعدم التجديد لها).
الديون الجيدة Good Debts
- وتكون عبارة عن ديون تستحق على عملاء ذات مراكز إئتمانية ومالية متميزة، لذا فرص التحصيل لها ونسبتها عالية ومؤكدة.
أنواع الديون من حيث الشكل الاقتصادي
حدّد علم الاقتصاد أشكال معينة من أنواع الديون، وسوف نستعرض كل شكل منها، كما يلي:
ديون تتعلق بالأشخاص
- هذا النوع من الديون يشمل الأسر والأفراد الذين يتجهون إلي عمل قرض عقاري أو رهن، وهذا من أجل الحصول على سيارات أو عقارات جديدة،
- بالإضافة إلى الديون التي تتم من خلال البطاقات الائتمانية، وبالنسبة للفرد؛ الدين يمثل لديه قوة شرائية، تستطيع أن توفر له دخل متوقع مستقبلًا قبل أن يتوفر بالفعل.
- وفي الدول المتقدمة يقوم أفراد الشعب بالاتجاه للديون من أجل شراء سيارات ومنازل مكلفة للغاية ولا يستطيعون الحصول عليها في الوقت الراهن.
- والواقع الفعلي يؤكد أنّ الأفراد يتجهون إلى الإنفاق أكثر مما يمتلكون بالفعل،
- وخاصًة عندما يستخدمون البطاقات الائتمانية بدلًا من المال النقدي في شراء الخدمات والمنتجات،
- لأن البطاقة الائتمانية أصبحت توفر على الفرد الشعور بالألم وهو يدفع مال نقدي يملكه، لذا ينفق الفرد أكثر من دخله الفعلي.
- كما أن ديون الأفراد الأخرى تتخذ شكلًا آخر، وهو أن يقوم الفرد بإقراض فرد آخر بشكل ودي، وفي الغالب يكون صديق أو قريب،
- ويلجأ الناس إلى هذه الطريقة عندما يكونوا غير قادرين على عمل قرض من إحدى الجهات الرسمية،
- وفي كل الأحوال هذه الديون تتسبب في العديد من المشاكل للأفراد، لا سيّما عندما لا يستطيعون الوفاء بها.
تعرف على:
ديون تتعلق بالحكومات
- تقوم بعض الحكومات بالدول الكبرى وكذلك بلديات الحكومات المحلية،
- بإتاحة الاقتراض للدول النامية أو الدول المتقدمة، والتي تلجأ للاقتراض من أجل إقامة مشاريع رأسمالية كبيرة،
- ويظهر مستوى الدين العام من خلال حساب هذا الدين بالنسبة للناتج المحلي.
ديون تتعلق بالشركات
- تلجأ الشركات لاستخدام عدة أنواع من الديون، حتى يكون لديها تمويل يكفي لمشروعاتها؛
- وهذا من استراتيجيتها الأساسية، والقرض الآجل بمثابة شكل بسيط من ديون الشركات،
- ويتم بالاتفاق باقتراض مبلغ مالي ثابت، يُطلق عليه مبلغ أصلي،
- ويكون لمدة زمنية محدودة ولابد من الوفاء به في موعد محدد.
أنواع الديون من حيث المعالجات الاقتصادية لها
- عالج الاقتصاد الأنواع المختلفة للديون التي تخص الحكومات بشكل خاص واعطى لها اهتمام بالغ،
- إذ أنها تؤثر على مستقبل الشعوب التابعة لهذه الحكومات،
- وقد أكد خبراء الاقتصاد أن الدول النامية في الغالب تحتاج إلى رأس مال كبير من أجل مشاريع التنمية أكثر من الدول الأخرى.
- والمصدر الذي تلجأ له في الغالب هو دول تمتلك فائض من رأس مالها،
- وهذا الدين يزيد من النمو من خلال الاستثمار والادخار والمحاولة للحد من الادخار، وتقوم الحكومة بدفع ما عليها من ديون من خلال أقساط يتم إضافة فوائد عليها.
- وخلال حقبة الـ 70 والـ 80 وقعت العديد من الدول في مأزق الديون،
- ويتوقع خبراء الاقتصاد خلال الفترة القادمة أن تُزيد الدول النامية من تلك الديون، وهذا نظرًا إلى نُدرة الموارد وغياب الحكومة الرشيدة.
- ومن هنا كانت الحاجة إلى وجود حكومة تستطيع أن تُدير ما عليها من ديون،
- حتى لا تقع الدولة في أزمة مديونية والتقليل من المخاطر الاقتصادية التي ربما تواجهها في المستقبل وتؤثر عليها سلبًا.
خصائص ديون الحكومات كما حددها الاقتصاد
هناك عدة خصائص مرتبطة بديون الحكومات وتتمثل في:
- ليس هناك قانون واضح بشكل فعلي، يعمل على وضع حد للديون.
- ليس هناك خطط جاهزة لإدارة الأزمات الناتجة عن مديونية الحكومات لخروجها من هذه الأزمة، خاصًة إن عجزت الحكومة عن وضع خطط سريعة.
- عدم وضع بعض القيود على الدول المانحة للأموال، لعدم فرض سيطرتها على الدول المديونة واستغلال الظروف لصالحها،
- وهذا من خلال التدخل في شئون الدولة الداخلية ونهب ما تمتلكه من ثروات.
- ضرورة عمل جدولة مدروسة للديون من خبراء متخصصين، حتى تستطيع الدول المديونة تحقيق ما تصبو إليه من تنمية المجتمع.
أنواع الديون من حيث أحكام الشريعة الإسلامية
هناك نوعين من الديون من منظور الشريعة الإسلامية، وهم:
- ديون الله سبحانه وتعالى : وهي الديون التي لا يُطالب بها العباد، بل من يطلب بها هو الله تبارك وتعالى، وتخص حقوق المساكين والفقراء والتي لابد على كل مؤمن أن يؤديها،
- وتسقط بموت العبد وليس على الورثة تأديتها، وقد اقترنت باسم الله تعالى تعظيمًا لها، وضرورة أدائها لأن مال الغني به حق للفقراء والمساكين، كما أمرنا جلّ وعلا.
- ديون العباد : وهي الديون بين العباد وبعضهم البعض، ويطالب بها كل صاحب حق وإذا امتنع المدين عن أدائها، تعرّض إلى المسائلة القانونية،
- وهي ديون نشأت من خلال التعاملات اليومية بين البشر، وتشمل البيع والاقتراض وما إلى ذلك، وتنقسم هذه الديون إلى نوعين هم:
- ديون شخصية : هي الديون المتعلقة بالذمة الخاصة بالمدين، وتُسمى كذلك ديون مُطلقة أو ديون مُرسلة؛ حيث تم إطلاقها وإرسالها بدون تقييد مالي.
- ديون عينية : وهي ديون متعلقة بعين المال وهي ديون موثّقة أو ممتازة، والدين العيني يتعلق بمال في حياة الإنسان؛
- حيث أنها تتعلق بعين معين، ومن أشكالها: (العين التي تم رهنها)، فمن حق الذي قام بالرهن أن يحصل على قيمته في حالة وفاة صاحب الشيء المرهون،
- وكذلك البائع الذي قام ببيع شيء ولم يتقاضى ثمنه والشاري قد حضرته الوفاة، من حق هذا البائع أن يتقاضى الثمن أو يسترد سلعته.
هكذا تناولنا بشكل مبسط وعلمي كل ما يتعلق بـ أنواع الديون والكثير من النقاط البارزة، نتمنى متابعتنا حتى يصلكم كل جديد.
اقرأ ايضاً: