يعد التخطيط والتنمية الاقتصادية علاقة مترابطة ببعضها، وتعد من أهم السبل الممكنة التي تسعى إليها الدول خصوصًا الدول النامية؛ وذلك حتى تنجح في نهوضها اقتصاديًا وعالميًا، حيث أن الاقتصاد يعتبر واجهة لأى دولة ومن خلالها يتم التصنيف من حيث التقدم و الانحدار وهل إذا كانت نامية أم متطورة، كما أنها كانت قاعده أساسيه وقت الحروب ومنذ أيام الصحابة، بعد جمع الغنائم حيث يتم تقسيم الخزائن و الأراضي الزراعية المحصودة من الغزوات للفقراء والدولة وغيرها.
تاريخ التخطيط والتنمية الاقتصادية
من المعروف أن التخطيط والتنمية الاقتصادية موجود في وقتنا الحالي، ولكن يرجع نشأتها منذ عهد الأنبياء والصحابة حيث كان عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) يجمع مكاسب الحروب وغنائمها، و يعطى جزء كزكاة وجزء للدولة؛ وزيادة الرخاء.
لجأت معظم الدول بعد الدمار الناشئ من الحرب العالمية الأولى والثانية، في التفكير بكيفية نهوضها ؛لزيادة الإنتاج الاقتصادي والصناعي وبدأت معظم المناطق تنفصل عن بعضها، للقيام بذاتها سعيًا للحفاظ على اقتصادها ومحاولة تحسينها قد الإمكان.
كان لوجود الاتحاد السوفيتي دور كبير في تطبيق خطط وقواعد اقتصادية تسير بها، حتى حققت إنجازا كبيرًا في تنمية الاقتصاد، وبدأت الدول الأخرى بتطبيق ما يشابه الخطط الاقتصادية لدى الاتحاد السوفيتي وذلك في أوائل الأربعينات حتى تطورت هذه الخطط واختلفت من دولة لأخرى، في تمييز التخطيط والتنمية الاقتصادية؛ بوضع التشريعات والقوانين اللازمة، حتى تسري الأمور الاقتصادية بشكل منتظم.
مفهوم التخطيط الاقتصادي
إن التخطيط والتنمية الاقتصادية لا غنى عنها، في حل مشاكل عديدة التي تعوق تقدم الدول ولكن قبل معرفة أثرها وأهميتها، لابد أن نكون على دراية بمعناه ويتخلص مفهوم التخطيط الاقتصادي على أنه، مجموعة تقارير وإجراءات تتم؛
لتحسين المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي ومجالات أخرى، وتُنفذ استطلاع مستقبلي والسعي لتحقيق أكبر ربح ينعكس على المستقبل بشكل ناجح . تختلف وجهات النظر في مفهوم التخطيط الاقتصادي، فمثلًا من منظور “جان تنبرجن” أن التخطيط يُجرى طبقًا لمدى احتياج الدولة لهذا؛ وذلك لرؤية نتيجة هذا التخطيط في المستقبل ودوره في العمل وكيفية تنظيمه.
أهداف التخطيط وأثرها على التنمية الاقتصادية
يعد التخطيط الاقتصادي من التنظيمات المهمة، لتحقيق متطلبات الدولة لذلك فإنها تهدف إلى:
- توفير الاحتياجات اللازمة لسوق العمل.
- ضمان نجاح المنفعة العامة؛ وذلك من خلال توازن العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها.
- استغلال الموارد المتاحة، سواء كانت اقتصادية أو مالية, لسد حاجات الفرد.
- زيادة الدخل القومي، وبالتالي يحسّن من الإنتاجية.
- إدارة العمالة بشكل منتظم وكفاءة الموظفين في جميع المجالات المتعلقة بالاقتصاد.
أنواع التخطيط الاقتصادي
يرتبط التخطيط والتنمية الاقتصادية ببعضها، فهناك علاقة طردية بين التخطيط الاقتصادي وتنميته, حيث تم تصنيف التخطيط لعدة أنواع لتحقيق التوازن الاقتصادي وذلك كالآتي:
- التخطيط الجزئي: تتلخص في مشروعات معينة من المجال الاقتصادي.
- التخطيط الشامل: يرتبط بصفة عامة بكل المجالات الاقتصادية، المتعلقة بالدولة والإنتاج الاقتصادي على النطاق الواسع.
- التخطيط الإقليمي: يرتبط بالأقاليم ومدى تقدم المناطق الموجودة بها، والمسؤولة عن الإنتاج.
- التخطيط القطاعي: يرتبط بالخطط المتعلقة بعملية الإنتاج، و كيفية توفير رؤوس المال.
ويمكن أيضًا تصنيف التخطيط الاقتصادي، حسب المعيار الزمنى كالآتي:
- تخطيط قصير الأجل: تقتصر على سنه أقصى حد لها.
- تخطيط متوسط الأجل: تقتصر مدته ما بين ٧:٥ سنوات.
- تخطيط طويل الأجل: تمتد لمدى زمني بعيد.
أثر التخطيط الاقتصادي في الدول النامية
بدأت الدول التي تسعى إلى رخائها، بتطبيق مجموعة من الخطط الاقتصادية والقواعد المنظمة البسيطة، التي تهدف إلى تحسين التنمية الاقتصادية, وذلك من خلال مجموعة من المبادئ مثل:
- توفير الاستثمارات والمشاريع التجارية الجديدة بالنسبة للدولة؛ وذلك لتجنب أي مشاكل اقتصادية أو عجز مالي.
- إمكانية السيطرة على القطاعات الاقتصادية، من حيث المراقبة والمتابعة سواء كانت قطاع خاص أو عام.
- رفع كفاءة الموظفين والعاملين في القطاع، بهدف زيادة الإنتاج الاقتصادي.
- تنظيم وإدارة الخطط التنفيذية للتنمية الاقتصادية بشكل صحيح.
بمتابعة جيدة لهذه الخطط الاقتصادية ونجاح تطبيقها، تمكنت بعض الدول النامية من تطور مراحل عديدة في مجال اقتصادها، وشهدت إنتاجية تزيد من معدلات النمو الاقتصادي والدخل القومي بشكل عام.
مراحل التخطيط الاقتصادي
إن الخطوات التي تحدثها الدول؛ بهدف زيادة الإنتاج الاقتصادي والصناعي وغيره تأتى متسلسلة، عن طريق مراحل كالآتي:
- جمع المعلومات لتجهيز الخطط :يتم من خلاله إحصاء اكبر معلومات عن الدولة، اقتصاديًا وما يؤثر على المجال مثل تجميع بيانات عن التعداد السكاني والموارد المتاحة.
- معرفة نتيجة التخطيط مستقبلًا: يجب عمل الدراسات اللازمة والتوقعات المفترضة لهذا التخطيط, وأثره وانعكاساته المستقبلية للدولة.
- تعريف أهداف التخطيط وتحديده: يتم من خلالها تحديد إذا كانت الدولة تسعى لهدف معين، مثل زيادة الإنتاج في القطاع الزراعي أو التغلب على مشكلة اقتصادية ما.
- إيجاد البدائل للموارد: تهدف هذه المرحلة إلى تقدم وزيادة الدخل القومي والإنتاج بشكل كاف، عن طريق استغلال الموارد الممكنة وإيجاد بدائل لهذه الموارد في نفس الغرض.
- تحديد أنسب بديل
- الإقرار بالخطط: وتشير إلى ضرورة الموافقة عليها، بواسطة جهات معينة حتى يتم تطبيقها.
- تطبيق الخطط ومتابعتها: تُجرى لمحاولة تصحيح أي خطأ أثناء تنفيذ هذه الخطط.
تجارب التخطيط الاقتصادي عمليًا
معظم الدول لجأت واعتمدت على سياسة التخطيط؛ لأنها وجدت ما يعود على الدولة من إنتاج متزايد ورخاء، وبدأت بتنفيذها وأخذت تطور من أفكارها فمثلًا عمل الاتحاد السوفيتي على وضع قواعد، لاستغلال الموارد المتوفرة لتحقيق أكبر ربح ممكن لتوازن الاستهلاك مع الإنتاج،
وهذا ما أُطلق عليه مصطلح(التخطيط الاقتصادي الاشتراكي) حيث اعتمدت بعض الدول على التخطيط الاقتصادي، كي تعادل بين الطلب و الموارد المتاحة، على عكس تخطيط الرأسمالية الذى يُطبق وفق التخطيط الاقتصادي ولكن على النحو الخاص،
سواء كان لهدف الربح أو استثمار أو غيره ويتمثل في السوق التجاري والشركات التي تتضمن الربح بفوائد، وغير ذلك اعتمدت كثير من الجهات الحكومية على التخطيط الرأسمالي؛ بهدف زيادة الإنتاج الاقتصادي ويليه الصناعي والتجاري وغيره من المجالات، التي تحقق المكاسب.
اقرأ ايضا:
العلاقة بين التخطيط والتنمية الاقتصادية
يعد التخطيط والتنمية الاقتصادية علاقة سبب ونتيجة، حيث أن التخطيط فعل يُرى من أجل التقدم في مجالات كثيره وبهذا تتحقق التنمية، ولكن يجب أن نكون على دراية بهذه المصطلحات حيث أن التخطيط الاقتصادي يُعرف, بمجموعة من الأهداف والقواعد المنظمة، التي يتم تنفيذها لتحقيق مقاصد الدولة، والتنبؤ والمؤشرات المستقبلية للاقتصاد بشكل عام.
أما عن التنمية الاقتصادية فهي عبارة عن المراحل المتطورة من الدولة الناتجة عن المشاركات والجهود الحكومية؛ بهدف زيادة الإنتاج الاقتصادي والصناعي وغيره، مما تتمكن في تحقيق التقدم والرخاء المرغوب. فيعد التخطيط والتنمية يسيران على نهج واحد، لذلك كلما كان التخطيط الاقتصادي يُنفذ بشكل صحيح كلما تحققت التنمية الاقتصادية بنجاح.
يتلخص التخطيط والتنمية الاقتصادية في المشاركة المستمرة، والتعاون مع جميع الفئات سواء اقتصادية أو اجتماعية أو غير ذلك؛ لهدف التخطيط على نطاق واسع وتحقيق أكبر نفع، ممكن يزيد من الإنتاجية وفرص الاستثمار والتمويل وتطوير الدول النامية.