الكساد الاقتصادي يعتبر من أكثر الظواهر الاقتصادية شهرة في العالم حيث يندرج تحت كلمة كساد العديد من المعاني منها الركود والتباطؤ والانكماش والانخفاض، ولا يحدث الكساد في الاقتصاد فقط بل في العديد من المجالات الأخرى مثل المجالات التجارية والمجالات الاستثمارية وغيرها من المجالات، ولكن كلمة كساد في الأساس تطلق على المجالات الاقتصادية، وهذا الكساد له عدة أوجه سوف نتعرف عليها في السطور التالية.
مفهوم الكساد الاقتصادي
يعرف الكساد بأنه ظاهرة تحدث على الجانب الاقتصادي على شكل ركود مفاجئ في الأنشطة الاقتصادية، ويستغرق الكساد الاقتصادي فترة طويلة يمكن أن تصل إلى عامين مما يؤدي إلى تضرر المجالات الاقتصادية وحدوث عكس المخطط له للنهوض بالاقتصاد، مثل انخفاض في نسبة الإنتاج، وإعلان العديد من الشركات إفلاسها، وزيادة نسبة البطالة، وعدم القدرة على سداد الديون، وأيضاً التغير في قيمة العملة.
مفهوم الكساد الاقتصادي
يسمى الكساد الاقتصادي في اللغة الإنجليزية Economic Depression، وهو ظاهرة عالمية تشهدها الأنشطة الاقتصادية، ومعنى كلمة كساد أي ركود وانخفاض وتراجع، ويستخدم هذا المصطلح بالأخص في المجال الاقتصادي،
حيث حدث أول كساد في العالم عام 1929م في أمريكا، وسُمى وقتها بالكساد الكبير؛ لأن حينها فقدت أمريكا الجانب الاقتصادي الذي جعلها من أقوى الدول اقتصادياً في العالم حينها، وعلى إثره فقد تدهور المجال الزراعي والصناعي والتجاري.
شهدت أمريكا وقتها تدهور شامل وليس فقط في الجانب الاقتصادي، حيث تدهور المجال التجاري،والمناطق الصناعية، حيث توقف مجال التعدين ومجال الإنتاج، وعانت أمريكا فترة كبيرة من سوء التغذية، وكانت على وشك أن تعيش فترة في مجاعة هائلة بسبب نقص المواد الغذائية.
لم يقتصر الكساد الاقتصادي على أمريكا فقط بل أنه بدأ منها زاحفاً إلى جميع الدول متضررةً بسببه العديد من المجالات الأخرى، الأمر الذي أدى بعض الدول إلى إعلان إفلاسها، وعيش حالة من المجاعة وسوء التغذية السليمة وركود في جميع المجالات الأخرى.
اقرأ أيضًا:
أسباب الكساد الاقتصادي
يحدث الكساد الاقتصادي نتيجة للعديد من العوامل والتي تكون سبباً في طول مدته التي من الممكن أن تستمر عامين، ومن هذه العوامل:
ارتفاع أسعار الفوائد
- في بعض الأحيان يتم وضع خطة استراتيجية لرفع أسعار الفائدة وذلك للحفاظ على قيمة الدولار المتداولة، وذلك للمحافظة على سيولة الأموال الأمر الذي يسبب ركود في الاقتصاد بشكل كبير.
قلة الثقة الاستثمارية
- يخشى البعض الدخول في مجال الاستثمار والتوقف عن شراء المباني، الأمر الذي يؤدي إلى خسارة في المبيعات وركود في الاقتصاد وزيادة نسبة البطالة، وكل هذا بسبب قلة فرص التوظيف.
ركود سوق الأسهم
- يعتمد اقتصاد أي دولة في المقام الأول على سوق الأسهم، ومعنى هذا أن زيادة نسبة الأسهم تعني اذدهاراً في الاقتصاد، فعندما يحدث تباطؤ في سوق الأسهم ينعكس بصورة سلبية على الاقتصاد، والعلاقة بينهم طردية فكلما انهار سوق الأسهم ينهار الاقتصاد والعكس.
وضع مراقبة مالية على الأسعار والأجور
- بعض الشركات تقوم بطرد موظفيها نظراً لأن الحكومة تضع مراقبة مالية على الأجور المقدمة للموظفين،ولكي يتم السيطرة على هذا الوضع تقوم الشركة برفد موظفيها، وهذا ما يؤدي إلى ركود في الحالة الاقتصادية نظراً لقلة العمالة.
قلة الطلب على المنتجات والسلع
- يستند الاقتصاد في المقام الأول على كثرة الطلب على المنتجات والمبيعات من قبل المواطنين، فعندما يقل الطلب عليها يحدث انقلاباً في الخدمات الإنتاجية وبالتالي يحدث الكساد الاقتصادي.
ارتفاع أسعار البترول
- ترتبط أسعار البترول اتباطاً وثيقاً بجميع المجالات الاقتصادية منها و التجارية، وبالتالي عندما يحدث في أسعارها ينعكس بشكل كلي على تلك المجالات، الأمر الذي يؤدي إلى تراجع الطلب على المنتجات والسلع نظراً لغلو سعرها.
مظاهر الكساد الاقتصادي
تضرر العديد من الجوانب على أثر حدوث الكساد الاقتصادي ومن هذه الجوانب:
- انخفاض سوق الأسهم: حيث يرتبط سوق الأسهم ارتباطاً وثيقاً ويوجد بينهما علاقة طردية، حيث عندما تقل نسبة الأسهم ينعكس بشكل سلبي على الكساد والعكس.
- زيادة نسبة البطالة، وتعد من أكثر مظاهر الكساد الاقتصادي حدوثاً، وذلك يحدث نتيجة لفقدان الثقة الشرائية الأمر الذي يزيد من نسبة العاطلين من المصانع والشركات.
- التخلف عن سداد الديون المتعلقة ببطاقات الائتمان، فتحدث خطة يقوم بها عدد من المواطنين و يتخلفون عن تسديد ديونهم الائتمانية، وهذه إشارة لافلاسهم وعدم قدرتهم على السداد، وهذه من ضمن مظاهر الكساد الاقتصادي.
- تباطؤ نسبة بيع العقارات والمباني، حيث عندما تقل ثقة المستهلكين في شراء العقارات يشير إلى أنهم لا يملكون القدرة على الشراء وهذه علامة من علامات الكساد والركود.
- انخفاض نسبة الإنتاج
- إعلان العديد من الشركات الكبيرة إفلاسها.
- انخفاض نسبة الإيرادات.
علاج الكساد الاقتصادي
يوجد العديد من الطرق التي يمكننا من خلالها أن تقضي تماماً على الكساد الاقتصادي وإعادة الأجواء الاقتصادية كما كانت ومنها:
- إتاحة فرص عمل للشباب العاطلين سواء من الحاصلين على مؤهل أو غير الحاصلين سوف يسد فجوة البطالة وسيقضي عليها تماماً مما يساهم في تراجع الكساد الاقتصادي.
- إقدام الحكومة على تقليل نسبة الفوائد التي تفرض على القروض المسحوبة من البنوك لإتاحة الفرصة للشباب على التقديم لسحب القروض والبدء في عمل مشاريع تفيد الدولة، وتعيد الاقتصاد كما كان.
- الحرص على مكافحة التهرب الضريبي الذي يعد سبباً أساسياً في ركود الاقتصاد، ومحاولة جذب الاستثمارات الأمر الذي يزيد من داخل الدولة ويعيد نشاطها من جديد.
- إتاحة الفرصة للسفر إلى الدول الأخرى الأمر الذي يزيد من نسبة المستثمرين ورجال الأعمال.
اقرا ايضا:
الكساد والركود الاقتصادي
إن الكساد والركود مصطلحان اقتصاديان معروفان، ولكن يختلط الأمر على العديد ولا يعرفون الفرق بينهما ولذلك سنتعرف على الفرق بين الكساد والركود في السطور التالية.
الركود
- وهو هبوط في الأنشطة الاقتصادية للدولة الذي يستمر لفترة ليست قصيرة، تشهده البلاد في اختلال التوازن نسبة الانتاج ونسبة الاستهلاك، وهي مرحلة طبيعية تمر بها جميع البلاد، وبعدها تبدأ فترة نمو من جديد.
- تتأثر العديد من المجالات مع حدوث الركود مثل انخفاض الطلب على السلع الأمر الذي يؤدي إلى هبوط في الأسعار.
- ومثال على الركود، الركود الذي حدث في أمريكا في منتصف القرن التاسع عشر، حيث شهدت أمريكا حينها انخفاضاً ملحوظاً في جميع المجالات الأمر الذي استغرق قرابة العشرة أشهر.
- فهو اجتماع العديد من العوامل في آن واحد، مثلما يجتمع زيادة في الإنتاج مع قلة الطلب على المنتجات، ويؤدي إلى قلة ثقة المستثمرين، الأمر الذي يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد وزيادة نسبة البطالة، وقلة نسبة البيع والشراء.
- مثال: الكساد الذي حدث في إندونيسيا في عام 1998م حيث تراجعت نسبة المبيعات الأمر الذي أدى إلى انخفاض في نسبة الناتج المحلي.
يخلط البعض بين مصطلح الكساد والركود، وكلاهما ناتجان لعدة عوامل كما ذكرنا في السطور السابقة، وللَتخلص من الكساد الاقتصادي يجب على الدولة وضع خطة محكمة للنهوض بالاقتصاد من جديد.
تابع معنا دائماً كل ما يخص الكساد الاقتصادي، ستجد ما تبحث عنه في سطورنا البسيطة التي تحوي ما تتسائل عنه الأذهان، ستعرف معنى أهم مقومات الاقتصاد وكل ما يخص انهياره وتقدمه.